"ليست متقاربة، وإنما حميمية".. بتلك الكلمات لخص السفير الإسرائيلي السابق في مصر بين 2006-2014 "حايين كورين" وضع العلاقات القاهرة وتل أبيب منذ صعود "عبدالفتاح السيسي" إلى السلطة في مصر عام 2013.

جاء ذلك في الذكرى الأربعين على التوقيع في واشنطن على اتفاق كامب ديفيد للسلام بين (إسرائيل) ومصر، وهي مناسبة تاريخية لتقييم علاقات الدولتين، حيث نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن السفير السابق أن علاقات البلدين لم تكن أكثر قربا ودفئا منذ توقيع اتفاق السلام.

واعتبر "كورين" أن "كامب ديفيد" لم تسهم فقط في تعزيز الواقع الأمني والإستراتيجي لـ(إسرائيل)، بل أفضت أيضا إلى إحداث تحول على الواقع الاقتصادي في تل أبيب.

ولفت"كورين" إلى أنه بالنظر للوراء، "ربحت (إسرائيل) الكثير بعد 40 عاما على توقيع كامب ديفيد، حيث إنها تمكنت من توجيه الموازنات الضخمة التي كانت تخصصها لمواجهة مصر عسكريا إلى مجالات أخرى، وهذا ما أسهم في تمكين (إسرائيل) من تطوير اقتصادها".

وشدد "كورين" على أن "صعود السيسي إلى سدة الحكم في القاهرة، أفضى إلى تحول غير مسبوق على طابع العلاقة مع مصر".

وأضاف: "الإسرائيليون سيصابون بالصدمة لو تمكنوا من معرفة عمق التعاون الأمني بين الدولتين، الإسرائيليون لا يعرفون سمات العهد الجيد الذي تشهده العلاقات مع القاهرة، لأن كثيرا من أنماط التعاون تتم تحت الطاولة".

وتابع: "نحن بتنا قادرين على العمل مع مصر، وباتت لدينا الحرية للوصول إلى كل مستويات الحكم في القاهرة بشكل لم يسبق له مثيل في أي فترة من الفترات السابقة".

وأوضح أن صانعي القرار وكبار السؤولين في القاهرة "يدركون أن للدولتين قواسم مشتركة ومصالح واسعة، وهم يقرون أمامنا بإسهام إسرائيل في خدمة المصالح المصرية".

وقال "كورين" إن "العلاقات في عهد السيسي لم تعد وثيقة فقط، بل باتت حميمية، فهذه العلاقات لم تكن في وقت من الأوقات أفضل مما هي عليه الآن".

ولفت إلى أن "نظام السيسي يؤدي دورا مركزيا في تمكين (إسرائيل) من تحقيق مصالحها في قطاع غزة، من خلال التوسط لدى حركة حماس، ومنع انفجار مواجهات عسكرية معها، حيث إن مصر تعد الوسيط المؤتمن بالنسبة لنا في كل ما يتعلق بالجهود الهادفة لتحقيق التهدئة مع غزة"، كما قال.